الصفحة الرئيسية  أخبار وطنية

أخبار وطنية وزيرة السعادة ونشر الفرح: أنس جابر تُنقذ ما تبقّى من صورة تونس!

نشر في  05 جويلية 2021  (15:38)

مَن غير المرأة تُسعِدنا في هذا البلد المنكوب المكلوم!؟ وهل أضحى الإنجاز حكراً على النساء!؟ أتساءَل وكلّي فخرٌ ونخوة بما حقّقتهُ بطلتنا الفذّة أنس جابر إلى حدود هذا اليوم الإثنين، فقد آنسَت نجمة التنس العالمي وسليلة المدرسة الوطنيّة الخالِصة التونسيّين وطبْطبَت على ظهورهم المنهكة وكأنّها تقول، لا تستسلموا للهمّ والحزَن، وعوّضوا الألم بـ الأمَل.
 
أُنس جابر، تلك الفتاة الحالمة القادمة من ربوع قصر هلال الساحليّة، عانقت الإبداع، ورفعت علَم الخضراء عالياً بين رايات الأمَم، وسمحتْ لنفسها بفضل إنجازاتها المطّرِدة ومسيرتها الرياضيّة المنحوتة بالتألّق والنجاح، بأن تكون دون منازع وزيرةً لِـ السعادة ونشرِ الفرح، فـ لا أحد غيرها صنعَ البهجة ورسمَ الابتسامة على شفاهٍ فاترة كئيبة تختزل وجعاً عميقاً هزّ أركان تونس وشعبها.
 
هاهيَ اليوم تجني ثمار العمل والكفاح والتوق إلى ترك البصمة والأثر، إذْ توفّقت في إزاحة نجمات تاريخيّات لا يشقّ لهنّ غبار في عالم الكرة الصفراء، على غرار الأيقونة الأمريكيّة فينوس ويلياميز، التي أشادت كثيراً بمردود أُنس وانبهرت بمستواها العالي، حتّى أنها كانت قاب قوسين أو أدنى من استكثارها علينا...
 
بطولاتٌ متتالية ودورات من أعلى طراز، شاركت في منافساتها أنس جابر، نسق ماراطونيّ يحبس الأنفاس، لكن ألهمتنا مسيرتها أن لا مستحيل مع طامِح ولا عجزَ مع راغِب، وإنّما النجاحات تأتي بالكدّ والتعب.
 
نجمتنا اللّامعة، تألّقت وتأنّقت وأظهرت جسارةً فوق الميدان، وافتكّت إعجاب واحترام عشّاق وعاشقات التنس، حيثُ صفّقت جماهير "ويمبلدون" طويلاً ووقفت بثناءٍ وتقدير نظير ما قدّمتهُ أنس وما أظهرته من حضورٍ بدني وذهني يفوق عبارات الوصف، وهنا يجدر التنويه بـ مدرّبيْها التونسيّين، عصام الجلّالي وزوجها كريم كمّون، اللّذان استثمرا في موهبة فريدة ودرّة يتيمة لا مثيل لها، تخطو رويداً رويداً نحو كتابة التاريخ بأيادي تونسيّة محضة.
 
وفي انتظار ما ستكشفهُ الأيّام القادمة والمنافسات اللّاحقة، لِـ نهتف معاً بإسم أُنس جابر، ونُجِلّ عظيم ما حقّقتهُ، فهي على الأقلّ بدّلت حُزن قلوبنا إلى فرحةٍ عارِمة، ورفعت سمعة تونس والتونسيّين من الحضيض إلى السّماء... أفلا تُدرِكون!
 
ماهر العوني